الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

وصف الربيع لأبى تمام


رقتْ حواشي الدهرُ فهيَ تمرمرُ وغَدَا الثَّرَى في حَلْيِهِ يَتكسَّرُ نَزلَتْ مُقَدمَة ُ المَصِيفِ حَمِيدة ً ويدُ الشتاءِ جديدة ُ لا تكفرُ لولا الذي غرسَ الشتاءُ بكفهِ لاَقَى المَصِيفُ هَشَائِماً لاتُثْمِرُ كمْ ليلة ٍ آسى البلادَ بنفسهِ فيها ويَوْمٍ وَبْلُهُ مُثْعَنْجِرُ مَطَرٌ يَذُوبُ الصَّحْوُ منه وبَعْدَه صَحْوٌ يَكادُ مِنَ الغَضَارة يُمْطِرُ غَيْثَانِ فالأَنْوَاءُ غَيْثٌ ظاهِرٌ لكَ وجههُ والصحوُ غيثٌ مضمرٌ وندى ً إذا ادهنتْ بهِ لممُ الثرى خِلْتَ السحابَ أتاهُ وهو مُعَذرُ أربيعنا في تسعَ عشرة َ حجة ً حَقّاً لَهِنَّكَ لَلرَّبيعُ الأزْهَرُ ما كانتِ الأيامُ تسلبُ بهجة ًلو أنَّ حسنَ الروضِ كانَ يعمرُ أولا ترى الأشياءَ إنْ هيَ غيرتْ سَمُجتْ وحُسْنُ الأرْضِ حِينَ تُغَيَّرُ يا صاحِبَيَّ تَقصَّيا نَظرَيْكُمَا تريا وجوهَ الأرضِ كيفَ تصورُ تريا نهاراً مشمساً قد شابهُ زهرُ الربا فكأنما هو مقمرُ دنيا معاشٌ للورى حتى إذا حل الربيعُ فإنما هيَ منظرُ أضحتْ تصوغُ بطونها لظهورها نَوْراً تكادُ له القُلوبُ تُنَورُ مِن كل زَاهِرَة ٍ تَرقْرَقُ بالنَّدَى فكأنها عينٌ عليهِ تحدرُ تبدو ويحجبها الجميم كأنهاعذراء تبدو تارة وتخفرحتى غدت وهداتها ونجادهافئتين في خلع الربيع تبخترمصفرة ,محمرة فكأنها عصب تيمن في الوغا وتمضرمن فاقع غض النبات كأنه در يشقق قبل ثم يزعفرأو ساطع في حمرة فكأن مايدنو إليه من الهواء معصفرصنع الذي لولا بدائع صنعه ماعاد أصفر بعد إذ هو أخضرخلق أطل من الربيع كأنه خلق الإمام وهديه المتيسرفي الارض من عدل الإمام وجودهومن النبات الغض سرج تزهرتنسى الرياض وما يروض فعلهأبداً على مر الليالي يذكرإن الخليفة حين يظلم حادثعين الهدى وله الخلافة محجركثرت به حركاتها ولقد ترىمن فترة وكأنها تتفكرمازلت أعلم أن عقدة أمرهافي كفه مذ خليت تتخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق