السبت، 25 يوليو 2009

قراءة ( نصوص على ورق البردى )


من التراث الفرعونى* أضواء على الموضوع : بردية بريس : وجدت بالقرنة بالأقصر، واشتراها العالم الفرنسى "بريس دافينى" سنة 1847 م ، ولقد أهداها إلى دار الكتب بباريس؛ ولذلك سميت باسمه.يرجع تاريخها إلى حوالى أربعة آلاف وخمسمائة عام، وتحوى نصائح ومواعظ للوزير "بتاح حتب" فى عهد الأسرة الخامسة، وتعاليم "قاجمنى" الذى أشرف على تربية ولى العهد.* ومما ورد فيها على لسان بتاح حتب : * لا تخن من ائتمنك؛ لتزداد شرفاً ويعمر بيتك.* كن بشوشاً مادمت حياً. * من زرع الشقاق بين الناس عاش حزينا، ولا يصاحبه أحد.* ومما ورد فيها على لسان قاجمنى :* كن مستقيماً لئلا ينزل عليك غضب الله. * متى كان الإنسان خبيراً بأحوال دنياه كان قدوة حسنة لذريته.* بردية بولاق : عثر على أوراقها (مارييت باشا) مؤسس مصلحة الآثار المصرية فى مقبرة بالدير البحرى بالأقصر عام 1870م ، ولقد سميت بهذا الاسم؛ لأنها حفظت بالمتحف المصرى وقت أن كان فى بولاق، مقره الأول ، كتبت فى عهد "توت عنخ آمون"، وتشتمل على تسع صحائف تتضمن حكماً وضعها "آنى الحكيم" لتمليذه "خونس حتب".* ومما جاء فى هذه البردية : * صن لسانك عن مساوئ الناس، فإن اللسان سبب كل الشرور.* لا تغضب والدتك؛ لئلا ترفع يديها إلى الله فيستجيب لدعائها عليك.* لا تتهاون فى عملك؛ فإن التهاون عاقبته الخيبة والندم.* ليست السعادة بالثروة، وبحيازة المال، بل بالتحلى بالفضيلة، والتحصن بالقناعة والرضا.* بردية لندن : يرجع تاريخها إلى الأسرة الثانية والعشرين أى منذ 3000 سنة، محفوظة بالمتحف البريطانى، والأمثال التى فيها مروية عن الحكيم "أمنيت بن كانخت".* ومما جاء فى هذه البردية : * لا تفرح بالمال الذى يأتى عن طريق الظلم فإنه سريع الزوال.* إذا أذل الغنى فقيراً أذله الله فى الدنيا، وأذاقه العذاب فى الآخرة.* بردية ليدن: ويرجع عهدها إلى 2500 سنة، وهى محفوظة بمتحف "ليدن" فى هولندا، وتتضمن مجموعة من الحكم الفلسفية السّامية.* ومما جاء فيه: * ليست سعادة الإنسان فى تغذية جسمه، بل فى تغذية روحه.* العاقل من ادخر المال أيام الرخاء لأيام البؤس.* لا تصاحب الشرير، ولا تعامله.* قصة الملاح الغريق : من أجمل القصص موضوعاً وخيالاً، محفوظة بمتحف لننجراد بالاتحاد السوفيتى، وتتحدث عن موظف بعثه فرعون فى مهمة إلى الأقاليم الجنوبية، ولكنه فشل بسبب غرق مركبه، فخاف أن يدخل على الملك، فنصحه صديق له بالدخول، وقول الصراحة؛ فرحب به الملك ورفعه إلى منزلة رفيق الملك.* قصة الفلاح الفصيح: وتروى هذه القصة، أن فلاحاً "خونا نوب" من واحة الملح "وادى النطرون" أتى إلى وادى النيل للتجارة، ولكن أحد الأشقياء اعترضه، وأخذ كل ما يملك فلجأ الفلاح إلى أكبر موظفى الدولة، فتوسل إليه بتسع شكايات، انتهت بإنصافه، ولكنه لم يُنصف على عجل؛ لأن الملك رأى أن الفلاح فصيح فى كلامه، فأراد أن يستمتع بأسلوب الفلاح فى شكواه، وموضوع القصة كريم يبين حق الفقير، ويسمو بالعدل الأبدى.


س1- "لجأ الفلاح إلى أكبر موظفي الدولة الذي حدث العدوان بأرضه فتوسل إليه بتسع شكايات انتهت بإنصافه وثأرت له ممن بغى عليه. وقد يتساءل القارئ ما بال هذا المظلوم لم ينصف على عجل وقد كان حقه بينًا؟ أو هل يجوز أن نرمى حكام مصر بالإهمال والمحاباة؟



(أ) هات مرادف (بغى)، والمراد من (ثأرت)، ومضاد (بينا).

مرادف (بغى) : ظلم، والمراد من (ثأرت) : أنصفته، وردت إليه حقه، مضاد (بينا) : خفيا.

(ب) من الفلاح المذكور في العبارة؟ وما قصته؟

الفلاح هو (خونانوب) أحد سكان واحة الملح (وادي النطرون حاليا) وقد أتى إلى وادي النيل ليبيع ثمار الواحة ويشتري منه حاجاته، فلما قارب العاصمة اعترضه شقي فنازعه وضربه واغتصب حميره وبضاعته فلجأ الفلاح إلى أكبر موظفي الدولة الذي حدث العدوان بأرضه.

(ج) أجب عن التساؤل الوارد في العبارة.

لا يجوز أن نرمى حكام مصر بالمحاباة وذلك لأن الحاكم أعجب بفصاحة الفلاح فأخبر الملك بذلك، وكان الملك في حاجة إلى من يسرى عنه، مما جعله يأمر بتأخير القضية، حتى بلغت شكاوى الفلاح تسعا وهو عدد مقدس عند قدماء المصريين - وإتاحة الفرصة ليأتي الفلاح بكل ما عنده، كما أمر واليه أن يقوم على خدمته وأن يدون خطبه ويرسلها إليه.

(د) عرف ببردية الملاح الغريق.وهي بردية قصصية مكتوبة على درج (مدخل) فبقى بمتحف لننجراد وتسرد مغامرة موظف مصري سافر بتكليف من فرعون على رأس بعثة إلى مناجم مولاه، إلا أن مركبة غرق وكل من كانوا معه مما جعله مترددا خائفا من مقابلة الملك، وشجعه أحد أصدقائه على أن يخبر مولاه بما حدث، ولما سمع الملك منه قصته أكرمه، ورفع من قدره.


س2- (من البرديات القصصية قصة الملاح الغريق، كتبت هذه القصة - وهي من أجمل القصص موضوعا وخيالًا - على مدرج بردي محفوظ بمتحف لننجراد بالاتحاد السوفيتي - وتدرس حاليا بكلية الآثار بجامعة القاهرة ، وتسرد القصة مغامرة موظف مصري كبير من منطقة الفنتين...).
(أ) هات مرادف (مدرج) و (مغامرة) وجمع (غريق - كبير).

مرادف مدرج : مدخل، ومغامرة : اقتحام الشدائد وجمع غريق : غرقي، وكبير : كبراء.

(ب) اسرد بأسلوبك قصة هذا الملاح، واذكر الدروس المستفادة منها.

تحكي هذه القصة رحلة ملاح مصري كلف بالقيام على رأس بعثة إلى مناجم مولاه في أعالي النيل فخاض كثيرًا من المتاعب والأهوال حتى فقد سفينته وكل أعضاء البعثة ونجا هو فحزن وخاف من مقابلة الملك ولكن أحد الأصدقاء شجعه ونصحه بأن يذهب إلى الملك ويقص عليه أمره فاستقبله الملك ورحب به وجعله رفيقًا له، والدروس المستفادة من هذه القصة تتمثل في ضرورة أن يكون الإنسان صادقا دائما وقادرًا على مواجهة الأهوال والصعاب وأن يقدم النصح دائما ويقف بجوار أخيه.

(ج) أين يكثر نبات البردي؟ وكيف صنع منه المصريون القدماء أوراقا للكتابة؟

ينمو بكثرة في منطقة المستنقعات بأعالي النيل وصنع منه المصريون القدماء أوراقا للكتابة بشق الساق إلى شرائح ثم ترص متلاصقة ثم يضغطون عليها بجسم ثقيل فتنبسط ويلتصق بعضها ببعض لتصبح عريضة مثل الورقة فيكتبون عليها بحبر مستخلص من الفحم.


س3- (وقد يتساءل القارئ : ما بال هذا المظلوم لم ينصف على عجل، وقد كان حقه بينا؟ أو هل يجوز أن نرمى حكام مصر بالإهمال والمحاباة؟).
(أ) هات مرادف (بال - ينصف) ومضاد (بينا) وكلمة واحدة بدلا من (على عجل).

مرادف بال : حال وشأن، وينصف : يعدل معه، ومضاد (بينا) خفيًا، وكلمة واحدة بدلا من على عجل : سريعًا.

(ب) من هذا المظلوم؟ وما قصته؟

المظلوم الفلاح الفصيح وتتلخص قصته في أنه أتى من وادي النطرون إلى وادي النيل ليبيع بعض إنتاجه فاعترضه شقي واغتصب ما معه فذهب إلى حاكم الأقليم وقدم له تسع شكاوي وانتهت بإنصافه والانتقام ممن ظلمه.(ج) ما تفسير الكاتب لهذا الإبطاء في إنصاف خونانوب؟ وما رأيك أنت؟

تفسير الكاتب : أن الحاكم أعجبه فصاحة الفلاح فأخبر الملك الذي كان في حاجة إلى من يسرى عنه فأمره أن يؤجل الحكم في القضية وأن يرعى الفلاح وأسرته وأن يدون خطب الفلاح وكان الهدف من ذلك أن يترك الفلاح لوحيه العنان في تسع شكايات وكان هذا الرقم مقدسًا عند المصريين ثم حكم في القضية بعدها وهذا الأمر لا بأس به وخصوصا أن الفلاح ظل معززا مكرما هو وأسرته.

(د) أين وجدت بردية (بريس) ومتى؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟

وجدت بردية (بريس) بجهة ذراع أبى النجا بالقرنة بالأقصر، وسميت بذلك، لأن العالم الفرنسي الذي اشتراها وأهداها إلى دار الكتب الأهلية بباريس اسمه (بريس دافيني) وقد أذاعها سنة 1847 م.




هذا الموضوع نقلا عن موقع الأضواء التعليمى






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق