الأحد، 2 أغسطس 2009



1- اختيار الصديق - لابن المقفع* أولاً : أضواء على النص :1- التعريف بالكاتب: هو الأديب العباسى (عبد الله بن المقفع) من أصل فارسى، ولد سنة 106هـ وتوفى سنة 142هـ ولقب أبوه (بالمقفع) لأن الحجاج الثقفى عاقبه على بعض مخالفاته بضربه على يديه حتى تقفعتا أَىْ تورمتا وأعوجَّتْ أصابعهما.- وآثاره الأدبية كثيرة منها (كليلة ودمنة) الذى ترجمه عن الفارسية و (الأدب الكبير ) و (الأدب الصغير ) ومعظمها يدور حول الدروس الأخلاقية والاجتماعية.- فضله على اللغة العربية وآدابها عظيمًا: فهو أول من أدخل إليها الحكمة الفارسية والهندية والمنطق اليونانى وعلم الأخلاق والسياسة، أول من ترجم وألف ورفع فى كتبه النثر العربى إلى أعلى درجات الفن. 2- جو النص : الإنسان اجتماعى بطبعه، فهو لا يستطيع أن يعيش فى عزلة عن الناس، ولابد أن يكون له أصدقاء، يحسن اختيارهم، والكاتب هنا يعرض آراءه فى اختيار الصديق وصفاته ليستحق هذا الاسم المأخوذ من (الصدق). والنص نموذج من كتابه (الأدب الكبير).3- موضوع النص :اجتماعى؛ لأنه يعالج إحدى العلاقات فى المجتمع وهى علاقة الصداقة، ويوضح حقوق الصداقة وضرورة التمسك بالصديق، وإن ظهر لك منه ما تكره، ولذلك يجب التمهل فى اختيار الصديق طبقاً لهذه الشروط والصفات.4- الأفكار التى اشتمل عليها النص : (أ) التأنى فى اختيار الصديق حتى يكون الاختيار سليما، بحيث توطّن نفسك على استمرار هذه الصداقة حتى لو ظهر لك من صديقك ما تكره، فقطع علاقة الصداقة بمنزلة الخيانة.(ب) كيف تختار صديقك : إن كان الشخص الذى تريد صداقته من المحبين للدين فليكن عالماً بالشريعة ذكياً غير منافق وغير حريص على المال يميل إلى البخل والتقتير، أما إذا كان من أهل الدنيا كالتجّار ونحوهم فليكن كريم الصفات بعيداً عن الحمق والسفاهة.(جـ) الصفات التى يجب ألا تكون فى الصديق : الجهل والكذب والشر والاستهتار بفعل القبائح لأن الجاهل يضر صاحبه والكذاب لا يصدق في مودته والشرير يجلب لك العداوة، والمتنوع يفضحك بين الناس.(د) سلوك الإنسان مع الناس :يجب أن يكون متوازناً، لأن اعتزال الناس يجلب العداوة، والاندماج فيهم يجلب أصدقاء السوء مما يدعو إلى قطيعتهم بعد ذلك فيرى الناس ذلك عيباً فيه.وهذه الأفكار واضحة مرتبة ترتيباً منطقياً، فقد بدأها بقاعدة أساسية هى (توطين النفس على التمسك بالصديق) وما دام الأمر كذلك فلا بد من التمهل فى اختياره - ثم وضع لذلك مقاييس : إن كان من أهل الدين فليكن فقيها وإن كان من أهل الدنيا فليكن حرا ليس بجاهل ولا كذاب ولا شرير. وأخيراً يضع نتيجة وهى أن الصداقة ضرورية ولكن فى إطار الانتقاء لأن العزلة عن الناس تجلب عداوتهم، والاندماج فيهم يوقع فى أصدقاء السوء.5- الألفاظ : ملائمة للموضوع الاجتماعى مثل (مؤاخاة - تؤاخى- مواصلة الإخاء) وفى النص محسنات بديعية غير متكلفة كالطباق والمقابلة والجناس - ومعظم الأساليب خبرية تقريرية وجاء بعضها إنشائيًا لإثارة المشاعر.6- الصور :جميلة توضح المعانى وليست كثيرة، لأن الموضوع اجتماعى تغلب فيه الناحية الفكرية على الناحية العاطفية، ولكن يؤخذ عليه التشبيه المنفى للصديق بالعبد والزوجة فى سهولة التخلص منهما وهذا خطأ. فعلاقة الزوجين أقوى وكذلك العلاقة بين العبد وسيده.7- ملامح شخصية الكاتب : واسع الثقافة، خبير بالحياة وتجاربها، مجددٌ فى أسلوبه وموضوعاته، صاحب مدرسة فى النثر.8- الخصائص الفنية لأسلوب ابن المقفع ومدرسته النثريه :(أ) التعبير عن الفكرة بطريقة منطقية بعيدة عن الزخرفة اللفظية أو المبالغة البيانية.(ب) أسلوبه من نوع (السهل الممتنع) الذى يظن القارئ أنه يحسن مثله فلا يستطيع.(جـ) تركيز المعانى وانتقاء الألفاظ وحسن تنسيقها.(د) طريقة الترسل أى تحرير النثر من السجع المتكلف.(هـ) التنويع بين الخبر والإنشاء لإثارة المتعة والتشويق.(و) يمثل أسلوبه نموذجا لامتزاج الثقافتين العربية والفارسية مما يسمى بالأسلوب (المولد) .9- أثر البيئة فى النص :(أ) ظهور طائفة من الأدباء من أصول غير عربية جمعوا بين الثقافة العربية والأجنبية.(ب) الرقى الحضارى والفكرى بمعالجة قضايا المجتمع والعلاقة بين الأَصدقاء.(جـ) ازدهار الكتابة الاجتماعية والأدبية مما يعد بداية لظهور المقال الأدبى على يد الجاحظ .
المناقشة

السؤال الأول:"اجعل غاية تشبثك في مؤاخاة مَنْ تؤاخى، ومُواصلة مَنْ تُواصلُ توطين نفسِك على أنه لا سَبيلَ لَك إلى قطيعة أخيك وإنْ ظَهَر لك مِنهُ ما تَكْرَهُ فإنه ليسَ كالمملوك تُعتقه متى شِئْتَ، أو كالمرأةِ تُطلقها إذا شئتَ ولكنه عرضُك ومُرُوءتك؛ فإنما مُروءةُ الرجل إخوانه وأخْدانه"
أ: تخير الصحيح مما بين القوسين- مضاد تشبث: (تفريط - منع - إعراض)- مؤاخاة ومواصلة:(مترادفتان - متقاربتان - متضادتان)- مرادف توطين: (حمل - إقامة - اتخاذ)
تفريط - متقاربتان - حمل
ب: اعرض رأى الكاتب في مقاطعة الصديق، والذى يُفهم منه في ضوء الفقرة والنص.
يرى الكاتب أنه لا تجوز مقاطعة الصديق مهما كانت الأسباب؛ لأن الصداقة جزء من شرف الإنسان، وأن الناس يعتبرون ذلك نقصًا وخيانة. وإن كان فيه عيب وتحمله على كُرهٍ منه كان ذلك دليلًا على أنه أساء الاختيار ويفهم من رأى الكاتب أنه يجب التدقيق والحذر في اختيار الصديق قبل الارتباط به.
ج: ما رأيك في جعل الكاتب علاقة الصداقةِ أقوى من العلاقة الزوجية؟ علل لرأيك.
أرى أن الكاتب لم يكن موفقًا في ذلك؛ فعلاقة الزوجية قائمة على المودة والرحمة، ويترتب عليها عمارة الكون. والأولاد امتداد للوالدين وهم زينة الحياة الدنيا فكيف تكون علاقة هذه آثارها أقلَّ من علاقةِ الصداقة؟
د: "فإنما مروءةُ الرَّجُلِ إخوانه وأخدانه". ما علاقة هذه الجملة بما قبلها؟ وماذا فيها من جمال؟ وما رأيك في عطف أخدانه على إخوانه؟
هذه الفِقرة تعليل لما قبلها. وهي أسلوب قصر للتوكيد. والتخصيص وفيها جناس ناقص بين (إخوانه _أخدانه) يحرك الذهن ويُعطى نغمًا موسيقيًا- وعطف (أخدانه) على (إخوانه) للتنويع، لأن الواو لا تقتضي ترتيبًا ولا تعقيبًا فليس من عطف الضعيف على القوى كما يرى بعض النقاد.
هـ: هات من الفقرة:1- طباقًا وبين قيمته 2- أسلوبًا إنشائيًا وبين نوعه وغرضه3- استعارة ووضحها وبين سر جمالها، وما فيها من إيحاء
(1) الطباق بين (مواصلة-قطيعة) يوضح المعنى بالتضاد، (2) والأسلوب الإنشائي "اجعل" أمرٌ للنصح والإرشاد. (3) الاستعارة فى (اجعل تشبثك فى إخاء مَنْ تُؤاخى) وهى استعارة مكنية حيث شبه المؤاخاة والصداقة بحبل نتشبث به وحذف المشبه به، ودل عليه بشىء مِنْ لوازمه وهو التشبث وسر جمالها التجسيم وتوحى بالحرص على الصداقة وأثرها فى النفوس.
السؤال الثانى: "اعلَمْ أنَّ (انقباضك) عن الناسِ يكسبك (العدَاوة) وأن انبساطك إليهم يُكسبْكَ صديق (السُّوءِ)، وسُوء الأصْدِقاء (أضرُّ ) من بُغض الأعداء".
أ: هات مرادف (انقباضك - انبساطك) ومضادَّ (بُغض)
مرادفُ (انقباضك) عزلتك - ومرادفُ (انبساطك) توسيعُ علاقاتِك - ومضادُّ (بغض) حبُّ.
ب: في الفِقرةِ فكرةٌ. والتعقيبُ عليْها. وضَّح ذلك - واذكُرْ خلاصةَ التعليلِ في بقيةِ النصَّ.
الفكرةُ الاعتدالُ في العلاقاتِ فلا انعزالَ ولا توسيعَ، والتعقيبُ الانعزالُ يُكسبُ العدواةَ؛ لأنه سوف يُتهم بالتكبُّر مثلًا والتوسيعُ قد يُوقعُ في صداقةِ أعوانِ السُّوء. وخلاصةُ التعليل: أن أصدقاء السوءِ أضرُّ من ا لأعداءِ وجرائرُهم لا تُحتملُ وإن حاول التخلصَ منهم عابه الناسُ.
جـ: هاتِ من الفقرةِ أسلوبَ أمرٍ واذكُرْ غرضَه، ومحسنًا بديعيًّا واذكرْ نوعَه ووضَّح أثرَه.
أسلوبُ الأمرِ (اعلم) وغرضُه النصحُ والإرشادُ والمحسنُ: الطباق بين (انقباض - انبساط) يوضَّحُ المعنى بالتَّضادِ.
د: أيُّهما أدقُ (يكسبُك العداوةَ) أو (يجلبُ لك العداوةَ)؟ ولماذا؟
يجلُبُ لك العداوة أدق: لأن تجلُبُ قد تكونُ على غيرِ إرادةِ الإنسانِ أما تكسبُ فللإنسانِ دخلٌ في الكسبِ.
هـ: أعرِبْ ما بين القوسين.
انقباض: اسمُ إن منصوبٌ والكاف مضافٌ إليه مبنىّ في محلِّ جرٍّ.العداوة: مفعولٌ به ثانٍ منصوبٌ بالفتحةِ.السوء: مضافٌ إليه مجرورٌ وعلامُةُ الجرِّ الكسرةُ.أضرُّ : خبرٌ مرفوعٌ وعلامةُ الرفعِ الضمة.
السؤال الثالث: "إن الجاهلَ (أهلٌ) أنْ يهرُبَ منه (أبواه). وإن الكذَّابَ لا يكون (أخًا صادقًا)؛ لأن الكذبَ الذى يجرِى على لسانِه إنما هو منْ فضولِ كذبِ قلبِهِ، وإنما سُمِّىَ (الصديقُ) من الصدْقِ، وقد يُتَّهمُ صدْقُ القَلبِ وإن صَدَقَ اللسانُ، فكيفَ إذا ظهرَ الكذبُ على اللسانِ؟ وإن الشريرَ يُكسبُك (العدوَّ)، ولا حاجَة لكَ في صداقةٍ تجلبُ العداوةَ وإن المشنوعَ شانِعٌ صاحبَه".
أ: هات مرادف (تجلبُ - مشْنوع - يُتهم) ومضادَّ (فُضُول - الجاهل)
مرادف (تجلب): تكسب. و(المشنوع): المشهور بالفساد. و(يتهم): يُشك فيه. ومضاد (فضول): نقص. ومضاد (الجاهل): الحليم.
ب: اشرح العبارة مبينًا ما فيها من الترتيب المنطقى واذكر رأيك في الألفاظ.
يظهر في هذه الفقرة الترتيب المنطقى والعقلية المنظمة؛ فهو يقول: إن العاقل يهرب منه أقرب الناس وهما أبواه، ويعلل لذلك بأن الجهل مضرة وأن الكذاب لا يكون أخًا صادقًا، ويعلل لذلك بأن الكذب الذى يجرى على لسانه ينبض من قلبه، ثم يبين أن هذا يناقض لقب الصديق المشتق من صدق القلب ثم يقول: إننا نشك في صدق القلب مع صدق اللسان؛ فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان؟ إنه لا شك نابع من كذب القلب وأخيرًا يعلل للبعد عن صداقة الشرير بأنه يجلب لصاحبه العداوة ويفضحه لأنه في نظر الناس مثله. أما من حيث الألفاظ فهى ملائمة للموضوع الاجتماعى باستثناء (شانع ومشنوع) ولعلهما كانتا مستعملتين في عصره.
جـ: عين فيها محسنًا بديعيًا وأثره وأسلوبًا إنشائيًا وغرضه.
المحسن الطباق بين (الكذاب - صادقًا) يُوضح المعنى بالتضاد. والأسلوب الإنشائى (فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان)؟ استفهام غرضه التعجب.
السؤال الرابع:"فالاتئادَ الاتئادَ، والتثَبُّتَ التثَبُّتَ. وإذا نظرت في حالِ من ترتئيه لإخائكَ فإنْ كانَ من إخوانِ الدينِ فليكنْ فقيهًا غيْرَ مُراءٍ ولا حَريصٍ، وإن كانَ من إخوانِ الدنيا فليكنْ حُرًّا ليسَ بجاهلٍ ولا كذابٍ ولا شريرٍ ولا مشنُوعٍ).
أ: هاتِ مرادف (التثبت) ومضاد (الاتئاد).
مرادف (التثبت) التحقق من الأمر، ومضاد (الاتئاد) الاندفاع.
ب: اشرح العبارة بأسلوب أدبى وضع لها عنوانًا مناسبًا.
العنوان :كيف تختار الصديق؟" أو "الصديق الحقيقى". الشرح: على المرء أن يتمهل، ويتحقق من أخلاق مَنْ يكون أهلًا لصداقته؛ فإن كان من أهل الدين فليكن ظاهره وباطنه سواء غير بخيل، وإن كان من أهل الدنيا فليكن حرًا رزينًا مشهورًا بالكمال بعيدًا عن النقائص والشر.
جـ: عيّنْ فيها محسنًا بديعيًّا وأثرَه، وأسلوبًا إنشائيًّا وغرضه.
المحسنُ الطباقُ بين (الدِّين والدنيا) يوضحُ المعنَى بالتضادِ والأسلوبُ الإنشائىُّ (فليكُنْ) أمرٌ غرضُه النصحُ.
د: أخرج من العبارة جملة فيها إيجازٌ - جوابَ شرطٍ مقترنًا بالفاءِ مع بيانِ السببِ - اسم فاعلٍ - صيغة مبالغةٍ - مصدرًا لفعلٍ خماسيًّ - اسم مفعولٍ.
الجملة التى بها إيجاز: (الاتئاد الاتئاد)- جواب الشرط المقترنُ بالفاءِ: (فليكن فقيهًا) لأنه جملةً طلبيةً - اسم الفاعل: (جاهل)- صيغة المبالغة: (كذَّاب) - المصدر: (التثبت) - اسم المفعول: (مشنوع)
السؤال الخامس
(أ) لم يلجأ ابن المقفع إلى التشبيهات التوضيحية؟
- لتوضيح الفكرة لا إلى إثارة الانفعال.
(ب) ما وظيفة النثر عند ابن المقفع؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق