الخميس، 13 أغسطس 2009


لقاء قطز بابن الزعيم وبالشيخ العز بن عبد السلام* أضواء على أحداث الفصل :استجاب (ابن الزعيم) لطلب خادمه الحاج على الفراش، واشترى (قطز) بعد أن عرف حقيقته، عاش قطز فى قصر سيده الجديد مودعا صفحة من حياته كان يعدها من أجمل أيام عمره حيث أشرق فيها الحب على قلبه فملأه نوراً بقربه من (جلنار) على الرغم مما كان ينغص هذه الحياة من قلق ومضايقات موسى ابن سيده. بالغ ابن الزعيم فى تكريمه، وحاول التخفيف عنه فى لوعته لفراق جلنار، وأوصى خادمه الحاج على بمواساته لينسيه محنته الكبرى بفراق جلنار بعد أن نسى محنته الصغرى بتعذيب موسى له. ثم تعلق قلب قطز بالعبادة والتقوى وحرص على حضور دروس الشيخ العز بن عبد السلام وتوطدت علاقته به بعد أن شجعه (ابن الزعيم) الذى كان من أنصار الشيخ والمدافعين عن سياسته ومبادئه بالنفس والمال، هذه المبادئ التى آمن بها قطز، وصمم على التمسك بها والموت فى سبيلها وأهمها :* تكوين جبهة قوية من ملوك المسلمين وأمرائهم لطرد الصليبيين من بلاد الشام. * وصد غارات التتار من الشرق. * وتأييد أقوى ملوك المسلمين الذين يسعون لهذا الهدف. * ومحاربة الذين يوالون الأعداء أو يخضعون لنفوذهم.نتيجة لهذه السياسة كان الشيخ العز بن عبد السلام يراسل ( الصالح أيوب) ملك مصر ويحرضه على تطهير الشام من الصليبيين، مما أغضب ملك الشام (الصالح إسماعيل) الذى كان يوالى الصليبيين وتنازل لهم عن بعض القلاع، وأذن لهم بشراء الأسلحة من أهل الشام لمحاربته المسلمين وأدرك الشيخ عبد السلام هذا الخطر الذى يتهدد بلاد الإسلام، فعاود الكتابة إلى الصالح أيوب يحثه على التعجيل بالجهاد، ويتوعده بغضب الله إذا تهاون. وانتهز خطبته يوم الجمعة فحث الناس على الجهاد، وعصيان السلطان الذى يفرط فى حفظ بلاد الإسلام، وتحدث عن تحريم بيع السلاح للعدو وعد ذلك خيانه لله ورسوله والمسلمين، ولم يدع فى خطبته للصالح إسماعيل، ودعا إلى قتال الصليبيين، وإعداد كل أنواع القوة لمحاربة أعداء الإسلام، وندد بعلماء المسلمين الذين يفتون الناس بالباطل، ويجبنون عن الجهر بكلمة الحق، ويخافون الملوك، ولا يخافون ملك الملوك سبحانه وتعالى. أعجب الناس بشجاعة الشيخ، وخافوا عليه من طغيان السلطان، وأشاروا عليهم بمغادرة البلاد، ولكنه رفض، حتى سجن فثار الناس وطالبوا بالإفراج عنه، مما اضطر السلطان إلى إطلاق سراحه، على ألا يفارق منزله وألا يفتى، وألا يتصل بأحد من الشعب. وهنا أمر ( ابن الزعيم) قطز أن يتعلم الحلاقة ليكون أداة اتصال بين الشيخ والشعب، فكان يأخذ منه توجيهاته ويقوم أنصاره بتنفيذها. قطز يرى الرسول عليه الصلاة والسلام فى المنام يبشره بأنه سيهزم التتار، ويحكم مصر ، وقد قص قطز رؤياه على الشيخ ابن عبد السلام ، فأكد أنها رؤيا عظيمة، وطلب من الله تحقيقها، وأن يجمع بينه وبين حبيبته "جلنار".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق