السبت، 15 أغسطس 2009

الفصل التاسع من قصة ( واإسلاماه )


على أحداث الفصل : نفذ أنصار الشيخ العز أوامره فى قتل الفرنج الذين يدخلون دمشق لشراء الأسلحة، حتى ضاق صدر الملك (الصالح إسماعيل) فبعث يهدد الشيخ بالقتل إذا لم يكف أنصاره عن هذه الاغتيالات، ولما خشى السلطان من عاقبة قتله رأى أن يطرده من دمشق مع بعض مناصريه ومصادرة أملاكهم.كان يوم خروج الشيخ ابن عبد السلام من دمشق إلى مصر يوماً مشهوداً، وعندما ذهب إلى مصر أكرمه الملك الصالح أيوب وأسند إليه الخطابة فى جامع عمرو وقلده قضاء مصر، وأخذ الشيخ يستعجل الملك الصالح أيوب لمهاجمة الصليبيين وعميلهم الصالح إسماعيل.وقد حزن ابن الزعيم لرحيل شيخه ابن عبد السلام، وقد خفف عنه هذا الحزن : (أ) ما لقيه الشيخ من تكريم ومكانة عند الملك الصالح أيوب.(ب) ارتباطه بدمشق واشتباك مصالحه فيها.(جـ) ما يمكن أن يقوم به نيابة عن الشيخ فى تنفيذ المبادئ التى رسماها معاً. ولم يكن قطز بأقل حزنا من سيده (ابن الزعيم) على فراق الشيخ فقد أفاد منه الكثير :(أ) الدعوتين اللتين دعا له بهما (الانتصار على التتار، ولقاء حبيبته جلنار).(ب) العلم الواسع والحكمة والبصيرة بالدين.(جـ) شدة الثقة بنفسه. والتفاؤل بالمستقبل الذى يتحقق فيه شرف الملك، وسعادة الحب .(د) النعمة لا تدوم إلا بالشكر الذى أساسه التقوى، وملاك التقوى الجهاد فى سبيل الله.قطز يستأذن سيده ابن الزعيم فى الرحيل إلى مصر ليقاتل مع جيش مصر ضد الملك الصالح إسماعيل وأعوان الصليبيين، فيوافق ويرسم له خطة بارعة سرية يكون لها أثرها فى تحقيق النصر، تقوم هذه الخطة على أن يتسلل داخل جيش الصالح إسماعيل وفى أثناء المعركة يصيح بأن جيشه يقاتل المسلمين وجيس الصالح أيوب يقاتل الكفار، ثم ينحاز إلى جيش الصالح أيوب، وسينحاز معظم الناس معه، ونفذ الخطة بكل دقة وسرية، ونجحت نجاحاً كبيراً، وكان النصر المبين على جيش الصالح إسماعيل.اختفى قطز بعد هذا النصر مما جعل الظنون تختلف فى تفسير هذا الاختفاء، هل كان روحا من أرواح المجاهدين؟ أو روح صلاح الدين؟ والحقيقة أنه اختفى ليذهب إلى الكرك ليبشر الملك الناصر داود بالنصر العظيم.قطز يعود إلى دمشق ليستأذن سيده ابن الزعيم فى الرحيل إلى مصر، فقد اشتاق إليها ليكون جنديا من جنود الملك الصالح أيوب لعله يستطيع أن يقوم بعمل يرضى الله والإسلام تحت إرشاد شيخه (ابن عبد السلام).وافق ( ابن الزعيم) على رغبة قطز حتى يحقق الله أمله العظيم فى هزيمة التتار ، وأمنيته الغالية فى لقاء حبيبته وودعه وداعاً حاراً وسيّر الحاج على الفراش ليبيعه للملك الصالح، ويقدم ثمنه للشيخ ابن عبد السلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق